خلق الفرد
أول لبنة في المجتمع هو الفرد ، فبالفرد صلاحه ، وبالفرد فساده والأمة النشيطة هي التي تنشط أفرادها ، والأمة الخاملة هي التي تخمل أفرادها ، فنشاط المجتمع بدون نشاط الأفراد تناقض ، وخمول الأمة مع عدم خمول أفرادها أضداد ، فهو كمرض الأعضاء مع صحة الجسم ، أو صحة الأعضاء مع مرض الجسم ، كلاهما ممتنع ، لا يكون .
إذن ، فلخلق الفرد المدخلية التامة في خلق الاجتماع ، ولذا يبتدئ كل مصلح في إصلاح المجتمع ، بتصقيل الأفراد ، وتجلية جنايا النفس الملوّثة في كل فرد فرد .
وهذا شأن الكون : فبالقطرات يجتمع البحر ، وبحبات الرمال تتكون الصحارى ، وبأفراد النجوم الزواهر ، تتكون السماء الوضاءة ...
كما أن ذلك مبدأ تكون الأحزاب والعساكر .. فإنها فرد ، ثم فرد ، ثم فرد .. . حتى يتكون حزب قوي ، أو جيش عزوم .
وللفرد شهوات وميول ، ونزوات ونزعات ، ولا صلاح له إلا بإصلاحها ، وأخذ الوسط: لا إفراط ولا تفريط ، ولا سرعة ولا بطء .
فكل من الكبت المطلق ، والحرية المطلقة ، خروج عن الاعتدال ، وهوي في مهوىً سحيق .
لا كبت ولا حرية ، بل عدالة ووسط .
والإسلام أول ما يعتني بالمجتمع ، يتوجه إلى الفرد: يريه مواضع الزيغ والانحراف ، ويزين له العدل والنصفة ، ثم يدعمها بترغيب وترهيب ، وثواب وعقاب ، حفظاً للفرد ثم المجتمع عن الانهيار والبوار .
الإنسانية العامة :
الإنسان ـ كما يقال ـ اشتق من الأنس ، فكل فرد يأنس بالآخرين ، وان اختلفوا في النوازع ، وتباينوا في الأفكار ، وتشاجروا ، بل وتحاربوا .
وليس لقطر أن يسخر من قطر ، أو يهمزه ويلمزه ، وإلا سخر بلد من بلد ، وحي من حي ، ودار من دار ، و ـ بالآخرة ـ فرد من فرد .
وبذلك ينفصم الاجتماع ، ويفسد الجو ، ويكثر ضياع الدم والمال .
إذن ، فالعلاج ، ـ العلاج الوحيد ـ ان يترك الإنسان دواعي التبتر والانتثار .
والإسلام يحيط المجتمع بسياج من الأخلاق ، حفظاً له عن عبث العابثين ، وإفساد المفسدين ، ولتبقى للأمة وحدتها ، وودها ، وألفها ، فيجتاز الإنسان عقبات الطبيعة ، ويبني صرحاً مجيداً ، وحضارة إنسانية شاملة ، يعيش في ظلها رغداً كريماً ، ولم التفرق ؟ ولأي علة التباغض والتشاحن ؟
أليس الجميع من أب واحد ، وأم واحدة؟ وأخيراً كلهم أقرباء وأبناء عم !
( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ... ) آدم وحواء عليهما السلام ( وجعلناكم شعوباً وقبائل ... ) تأكيداً على أواصر القرابة ، ووشائج النسب ، كل ذلك ( لتعارفوا ) لا لتناكروا وتباغضوا .
هذه هي البداية .
والختام واحد : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، وقد جعل الإسلام للحياة الجماهيرية الفضلى حدوداً ، وأعلاماً ، إن اتبعها المجتمع فقد أفلح ، ونحن نعرض ـ الآن ـ شطراً من ذلك .
أول لبنة في المجتمع هو الفرد ، فبالفرد صلاحه ، وبالفرد فساده والأمة النشيطة هي التي تنشط أفرادها ، والأمة الخاملة هي التي تخمل أفرادها ، فنشاط المجتمع بدون نشاط الأفراد تناقض ، وخمول الأمة مع عدم خمول أفرادها أضداد ، فهو كمرض الأعضاء مع صحة الجسم ، أو صحة الأعضاء مع مرض الجسم ، كلاهما ممتنع ، لا يكون .
إذن ، فلخلق الفرد المدخلية التامة في خلق الاجتماع ، ولذا يبتدئ كل مصلح في إصلاح المجتمع ، بتصقيل الأفراد ، وتجلية جنايا النفس الملوّثة في كل فرد فرد .
وهذا شأن الكون : فبالقطرات يجتمع البحر ، وبحبات الرمال تتكون الصحارى ، وبأفراد النجوم الزواهر ، تتكون السماء الوضاءة ...
كما أن ذلك مبدأ تكون الأحزاب والعساكر .. فإنها فرد ، ثم فرد ، ثم فرد .. . حتى يتكون حزب قوي ، أو جيش عزوم .
وللفرد شهوات وميول ، ونزوات ونزعات ، ولا صلاح له إلا بإصلاحها ، وأخذ الوسط: لا إفراط ولا تفريط ، ولا سرعة ولا بطء .
فكل من الكبت المطلق ، والحرية المطلقة ، خروج عن الاعتدال ، وهوي في مهوىً سحيق .
لا كبت ولا حرية ، بل عدالة ووسط .
والإسلام أول ما يعتني بالمجتمع ، يتوجه إلى الفرد: يريه مواضع الزيغ والانحراف ، ويزين له العدل والنصفة ، ثم يدعمها بترغيب وترهيب ، وثواب وعقاب ، حفظاً للفرد ثم المجتمع عن الانهيار والبوار .
الإنسانية العامة :
الإنسان ـ كما يقال ـ اشتق من الأنس ، فكل فرد يأنس بالآخرين ، وان اختلفوا في النوازع ، وتباينوا في الأفكار ، وتشاجروا ، بل وتحاربوا .
وليس لقطر أن يسخر من قطر ، أو يهمزه ويلمزه ، وإلا سخر بلد من بلد ، وحي من حي ، ودار من دار ، و ـ بالآخرة ـ فرد من فرد .
وبذلك ينفصم الاجتماع ، ويفسد الجو ، ويكثر ضياع الدم والمال .
إذن ، فالعلاج ، ـ العلاج الوحيد ـ ان يترك الإنسان دواعي التبتر والانتثار .
والإسلام يحيط المجتمع بسياج من الأخلاق ، حفظاً له عن عبث العابثين ، وإفساد المفسدين ، ولتبقى للأمة وحدتها ، وودها ، وألفها ، فيجتاز الإنسان عقبات الطبيعة ، ويبني صرحاً مجيداً ، وحضارة إنسانية شاملة ، يعيش في ظلها رغداً كريماً ، ولم التفرق ؟ ولأي علة التباغض والتشاحن ؟
أليس الجميع من أب واحد ، وأم واحدة؟ وأخيراً كلهم أقرباء وأبناء عم !
( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ... ) آدم وحواء عليهما السلام ( وجعلناكم شعوباً وقبائل ... ) تأكيداً على أواصر القرابة ، ووشائج النسب ، كل ذلك ( لتعارفوا ) لا لتناكروا وتباغضوا .
هذه هي البداية .
والختام واحد : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، وقد جعل الإسلام للحياة الجماهيرية الفضلى حدوداً ، وأعلاماً ، إن اتبعها المجتمع فقد أفلح ، ونحن نعرض ـ الآن ـ شطراً من ذلك .