إسرائيل شر مطلق".. وإباحية أميركية متنامية؟
في ذكرى التغييب صاحب الشعار "إسرائيل شر مطلق" قيل الكثير عن الإمام موسى الصدر بحسب ما تمليه المناسبة وحجمها وأبعادها, لكن أحدا لم يتطرق إلى قضية الصدر من زاوية كونها واحدة من ابرز مفاصل المؤامرة على لبنان التي لم تجد وقفة عربية واحدة للدلالة على أنه من غير المسموح إزالة هذا البلد أو تغييبه.
في معلومات من عايش الإمام المغيب ومالحه, في أصعب ظروف الأحداث الأليمة التي عانى منها لبنان, الكثير من محطات التحذير من الخطر الإسرائيلي المباشر وغير المباشر, لقناعته بأن "المؤامرة لا تقتصر على لبنان بقدر ما ستطرق أبواب دول المنطقة كافة", وقد جاء كلام الإمام بمثابة وضع النقاط على الحروف العربية والإسلامية (…) كما كان قد وضع نصب عينيه ضرورة الفهم اللبناني الشمولي لمحاذير عدم الاستعداد الداخلي للعبة الهادفة إلى "إنشاء وطن بديل للفلسطينيين حينا (…) أو إلى بيع فلسطين في سوق المزايدة العربية عبر الاندفاع المخيف باتجاه الحضن الأميركي حينا آخر".
وبين الأمس واليوم لم يتغير شيء, إلا إذا استثنينا التصرف الإسرائيلي داخل فلسطين في مواجهة سلطة الحكم الذاتي التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر الأنظمة في الرمال, كي لا يقال أنها تسهم عن سابق تصور وتصميم في بيع البقية الباقية من القضية العربية المحورية (…)
في مناسبة ذكرى تغييب الإمام الصدر, لا بد من كلام على نجاح المقاومة في تحرير الجنوب, وهو النجاح الذي توقعه الإمام المغيب يوم أكد "أن خطوة بهذا الحجم تقتضي وحدة الدولة والشعب والمقاومة", كما شدد استتباعا على أهمية الحرص على "الفهم المتبادل بين اللبنانيين", قناعة منه بأن "الحوار العقلاني هو المدخل الأسلم عاقبة من كل ما عداه"…
واليوم تتكثف الجهود لإبراز فاعلية الحوار "شرط أن يأتي مبينا على أصول التفاهم وليس على القشور السياسية التي تبدو من خلال تصرفات سياسية هشة هدفها مكاسب آنية وشخصية"!
على الحدود الجنوبية "نصب صواريخ إسرائيلية وإعلان حال طوارئ من جانب حكومة ارييل شارون التي تعاني الأمرين جراء فشل مجازرها اليومية في وأد الغضب الفلسطيني المتمثل بالانتفاضة". كذلك, هناك كلام أميركي لم يتغير بالنسبة إلى دعم الاعتداءات الدامية والمدمرة بحجة أنها "رد فعل على الإرهاب". وهذا التوصيف لم يقابل برد فعل عربي واحد, فيما الواقع يشير إلى أن بعض الاتصالات والجهود العربية لم تتخل عن فكرة "وقف الانتفاضة للتأثير على الولايات المتحدة الأميركية", في حين أن المقصود قد لا يكون إلا لتنفيس الاحتفال الداخلي في إسرائيل!
الإعلام الإسرائيلي والأوروبي والأميركي, لم يعد يجد حرجا في القول "أن الكيان الصهيوني يعاني من أزمة سلطة واقتصاد وهجرة واسعة", وهذا كله لم يحرج واشنطن وقد لا يحرجها, بقدر ما يجمع المراقبون على القول "أن الإدارة الأميركية في وارد القيام بأعمال عسكرية وسياسية وتصرفات اقتصادية – استخباراتية لمنع حصول أي تحول إقليمي يتنافى مع استراتيجيتها القائمة على منع انهيار إسرائيل مهما كلفها ذلك, حتى ولو اقتضى الأمر العودة مجددا إلى الحلول الساخنة.
يبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن لبعض الدول العربية القادرة على أسماع صوتها البقاء في صمت مريب؟
متتبعو التطورات الإقليمية يستبعدون حدوث تصرف تصعيدي من جانب الدول الآنفة لعدة اعتبارات من بينها "أن الدعم الأميركي المتوفر للبعض, مشروط بمدى انسجام المواقف والتصرفات مع املاءات واشنطن". وهذه الرؤية لا تخلو من محاذير بالنسبة إلى أنظمة كما بالنسبة إلى إسرائيل (…) والأيام المقبلة كفيلة وحدها بتحديد الأبعاد المرتقبة لمسار الانتفاضة الفلسطينية والمسار العربي المواكب لها, من المنظار القائل إن "إسرائيل شر مطلق".
في ذكرى غياب الإمام الصدر, تملي الظروف القائمة استعادة كل ما نطق به اعترافا بوجود استعداد لدى الجميع لاعتباره لكل لبنان (…) كما كان لكل من جاهد في سبيل الحق ونصرة الضعيف, وليس أدل على ذلك من الاحترام الذي يكنه له الجميع ومثوله في الأذهان وكأنه لم يغب (…) وكأن المؤامرة لم تنجح في أبعاده عن مخيلة اللبنانيين, لا سيما وأن ظروف اليوم لم تختلف كثيرا عن ظروف الأمس, حيث الأذى الإسرائيلي لا يزال يفعل فعله في لبنان وفي فلسطين. والدول العربية لم تعرف إلى الآن كيف تحدد طريقة تعاطيها مع أشقائها!!
في ذكرى التغييب صاحب الشعار "إسرائيل شر مطلق" قيل الكثير عن الإمام موسى الصدر بحسب ما تمليه المناسبة وحجمها وأبعادها, لكن أحدا لم يتطرق إلى قضية الصدر من زاوية كونها واحدة من ابرز مفاصل المؤامرة على لبنان التي لم تجد وقفة عربية واحدة للدلالة على أنه من غير المسموح إزالة هذا البلد أو تغييبه.
في معلومات من عايش الإمام المغيب ومالحه, في أصعب ظروف الأحداث الأليمة التي عانى منها لبنان, الكثير من محطات التحذير من الخطر الإسرائيلي المباشر وغير المباشر, لقناعته بأن "المؤامرة لا تقتصر على لبنان بقدر ما ستطرق أبواب دول المنطقة كافة", وقد جاء كلام الإمام بمثابة وضع النقاط على الحروف العربية والإسلامية (…) كما كان قد وضع نصب عينيه ضرورة الفهم اللبناني الشمولي لمحاذير عدم الاستعداد الداخلي للعبة الهادفة إلى "إنشاء وطن بديل للفلسطينيين حينا (…) أو إلى بيع فلسطين في سوق المزايدة العربية عبر الاندفاع المخيف باتجاه الحضن الأميركي حينا آخر".
وبين الأمس واليوم لم يتغير شيء, إلا إذا استثنينا التصرف الإسرائيلي داخل فلسطين في مواجهة سلطة الحكم الذاتي التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر الأنظمة في الرمال, كي لا يقال أنها تسهم عن سابق تصور وتصميم في بيع البقية الباقية من القضية العربية المحورية (…)
في مناسبة ذكرى تغييب الإمام الصدر, لا بد من كلام على نجاح المقاومة في تحرير الجنوب, وهو النجاح الذي توقعه الإمام المغيب يوم أكد "أن خطوة بهذا الحجم تقتضي وحدة الدولة والشعب والمقاومة", كما شدد استتباعا على أهمية الحرص على "الفهم المتبادل بين اللبنانيين", قناعة منه بأن "الحوار العقلاني هو المدخل الأسلم عاقبة من كل ما عداه"…
واليوم تتكثف الجهود لإبراز فاعلية الحوار "شرط أن يأتي مبينا على أصول التفاهم وليس على القشور السياسية التي تبدو من خلال تصرفات سياسية هشة هدفها مكاسب آنية وشخصية"!
على الحدود الجنوبية "نصب صواريخ إسرائيلية وإعلان حال طوارئ من جانب حكومة ارييل شارون التي تعاني الأمرين جراء فشل مجازرها اليومية في وأد الغضب الفلسطيني المتمثل بالانتفاضة". كذلك, هناك كلام أميركي لم يتغير بالنسبة إلى دعم الاعتداءات الدامية والمدمرة بحجة أنها "رد فعل على الإرهاب". وهذا التوصيف لم يقابل برد فعل عربي واحد, فيما الواقع يشير إلى أن بعض الاتصالات والجهود العربية لم تتخل عن فكرة "وقف الانتفاضة للتأثير على الولايات المتحدة الأميركية", في حين أن المقصود قد لا يكون إلا لتنفيس الاحتفال الداخلي في إسرائيل!
الإعلام الإسرائيلي والأوروبي والأميركي, لم يعد يجد حرجا في القول "أن الكيان الصهيوني يعاني من أزمة سلطة واقتصاد وهجرة واسعة", وهذا كله لم يحرج واشنطن وقد لا يحرجها, بقدر ما يجمع المراقبون على القول "أن الإدارة الأميركية في وارد القيام بأعمال عسكرية وسياسية وتصرفات اقتصادية – استخباراتية لمنع حصول أي تحول إقليمي يتنافى مع استراتيجيتها القائمة على منع انهيار إسرائيل مهما كلفها ذلك, حتى ولو اقتضى الأمر العودة مجددا إلى الحلول الساخنة.
يبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن لبعض الدول العربية القادرة على أسماع صوتها البقاء في صمت مريب؟
متتبعو التطورات الإقليمية يستبعدون حدوث تصرف تصعيدي من جانب الدول الآنفة لعدة اعتبارات من بينها "أن الدعم الأميركي المتوفر للبعض, مشروط بمدى انسجام المواقف والتصرفات مع املاءات واشنطن". وهذه الرؤية لا تخلو من محاذير بالنسبة إلى أنظمة كما بالنسبة إلى إسرائيل (…) والأيام المقبلة كفيلة وحدها بتحديد الأبعاد المرتقبة لمسار الانتفاضة الفلسطينية والمسار العربي المواكب لها, من المنظار القائل إن "إسرائيل شر مطلق".
في ذكرى غياب الإمام الصدر, تملي الظروف القائمة استعادة كل ما نطق به اعترافا بوجود استعداد لدى الجميع لاعتباره لكل لبنان (…) كما كان لكل من جاهد في سبيل الحق ونصرة الضعيف, وليس أدل على ذلك من الاحترام الذي يكنه له الجميع ومثوله في الأذهان وكأنه لم يغب (…) وكأن المؤامرة لم تنجح في أبعاده عن مخيلة اللبنانيين, لا سيما وأن ظروف اليوم لم تختلف كثيرا عن ظروف الأمس, حيث الأذى الإسرائيلي لا يزال يفعل فعله في لبنان وفي فلسطين. والدول العربية لم تعرف إلى الآن كيف تحدد طريقة تعاطيها مع أشقائها!!