الإمام الصدر الغائب والنهج الحاضر
لم يكن الإمام موسى الصدر مجرد زائد واحد إلى عدد الداعين إلى الوحدة الوطنية في لبنان. كان صاحب مدرسة. وكان صاحب رؤيا ".
تحرك الإمام في اتجاهات ثلاثة متكاملة منظرا وداعيا وعاملا في الوقت نفسه .
الاتجاه الأول في مواجهة العدوان الإسرائيلي وفي مقاومة هذا العدوان الوجودي وليس الاحتلال فقط.
وهذا ما يفسر عبارته المشهورة: "إسرائيل شر مطلق ".
ذلك انه بالنسبة لمدرسة الإمام فان الوجود الإسرائيلي هو اصل الشر، وليس احتلالها أو أعمالها العدوانية فقط. وبالتالي فان مقاومة إسرائيل يجب أن تكون مقاومة لوجودها من حيث المبدأ، فالشر لا يعطي إلا شرا. والقبول بوجود الشر يعني التعرض لما يصدر عنه من اعتداءات وجرائم. فإسرائيل مثل شجرة الشر، لا .لا تثمر إلا شرا.
الاتجاه الثاني في إقامة وحدة إسلامية- إسلامية داخل لبنان، وانطلاقا منه، على أمل أن تشع هذه الوحدة في الدول الإسلامية الأخرى. وفي هذا الإطار طرح أفكارا لتوحيد المجلس الشرعي الإسلامي ليكون مجلسا سنيا-شيعيا واحدا. وطرح أفكارا لتوحيد الأوقاف الإسلامية. كما طرح أفكارا لتوحيد الأذان إلى الصلاة. والتفاصيل حول هذه الأفكار والمبادرات حديث لا يطول .
الاتجاه الثالث في إقامة وحدة وطنية إسلامية-مسيحية، فكان الإمام الصدر رمزا للحوار الإسلامي -المسيحي، سواء في أدبياته الدينية أو في سلوكه الوطني العام. وأرسى حجارة الأساس للمبادرات التي تتالت فيما بعد والتي أينعت ثمارها وفاقا وطنيا يتفيء اللبنانيون ظله. ويتمسكون به خشبة خلاص في خضم لا التحديات التي تتزاحم عليهم من كل حدب وصوب .
من هنا فإن تغييب الإمام الصدر كان تغييبا لمبادراته البناءة في الاتجاهات الثلاثة.
لقد أدى تغييبه إلى حرمان لبنان من داعية للوفاق ومن عامل فعال على تحقيق الوفاق، ولذلك ليس مبالغة في محبته وتكريمه القول انه كان لهذا التغييب دور أساسي في تطويل أمد الحرب التي عصفت بلبنان والتي عانى منها اللبنانيون كثيرا .
ومن هنا أيضا فإن أحياء ذكرى تغييب الإمام الصدر تأخذ قيمتها الحقيقية من خلال إحياء القيم الدينية والوطنية التي كان يدعو لها ويعمل من اجلها .
لقد ترك الإمام وراءه منهجا للوحدة الإسلامية -الإسلامية، وللوحدة الوطنية الإسلامية- المسيحية، وتبرز معالم هذا المنهج في الخطب وفي الكلمات التي كان يلقيها سواء داخل غرف اللقاءات المغلقة، أو من على المنابر الشعبية العامة .
كانت لغته واحدة. وكانت ثوابته واحدة، الأمر الذي
وفر له صدقية قل أن توفرت لقائد وطني - ديني مثله .
إننا في كل مرة نواجه تجربة جديدة في العمل الحواري الوطني، نستحضر الامام الصدر فكرا وثقافة ،ونستنير بما أفاء به الله عليه من حكمة وعلم. لقد
غيبوه عنا ولكن نهجه لن يغيب .
لم يكن الإمام موسى الصدر مجرد زائد واحد إلى عدد الداعين إلى الوحدة الوطنية في لبنان. كان صاحب مدرسة. وكان صاحب رؤيا ".
تحرك الإمام في اتجاهات ثلاثة متكاملة منظرا وداعيا وعاملا في الوقت نفسه .
الاتجاه الأول في مواجهة العدوان الإسرائيلي وفي مقاومة هذا العدوان الوجودي وليس الاحتلال فقط.
وهذا ما يفسر عبارته المشهورة: "إسرائيل شر مطلق ".
ذلك انه بالنسبة لمدرسة الإمام فان الوجود الإسرائيلي هو اصل الشر، وليس احتلالها أو أعمالها العدوانية فقط. وبالتالي فان مقاومة إسرائيل يجب أن تكون مقاومة لوجودها من حيث المبدأ، فالشر لا يعطي إلا شرا. والقبول بوجود الشر يعني التعرض لما يصدر عنه من اعتداءات وجرائم. فإسرائيل مثل شجرة الشر، لا .لا تثمر إلا شرا.
الاتجاه الثاني في إقامة وحدة إسلامية- إسلامية داخل لبنان، وانطلاقا منه، على أمل أن تشع هذه الوحدة في الدول الإسلامية الأخرى. وفي هذا الإطار طرح أفكارا لتوحيد المجلس الشرعي الإسلامي ليكون مجلسا سنيا-شيعيا واحدا. وطرح أفكارا لتوحيد الأوقاف الإسلامية. كما طرح أفكارا لتوحيد الأذان إلى الصلاة. والتفاصيل حول هذه الأفكار والمبادرات حديث لا يطول .
الاتجاه الثالث في إقامة وحدة وطنية إسلامية-مسيحية، فكان الإمام الصدر رمزا للحوار الإسلامي -المسيحي، سواء في أدبياته الدينية أو في سلوكه الوطني العام. وأرسى حجارة الأساس للمبادرات التي تتالت فيما بعد والتي أينعت ثمارها وفاقا وطنيا يتفيء اللبنانيون ظله. ويتمسكون به خشبة خلاص في خضم لا التحديات التي تتزاحم عليهم من كل حدب وصوب .
من هنا فإن تغييب الإمام الصدر كان تغييبا لمبادراته البناءة في الاتجاهات الثلاثة.
لقد أدى تغييبه إلى حرمان لبنان من داعية للوفاق ومن عامل فعال على تحقيق الوفاق، ولذلك ليس مبالغة في محبته وتكريمه القول انه كان لهذا التغييب دور أساسي في تطويل أمد الحرب التي عصفت بلبنان والتي عانى منها اللبنانيون كثيرا .
ومن هنا أيضا فإن أحياء ذكرى تغييب الإمام الصدر تأخذ قيمتها الحقيقية من خلال إحياء القيم الدينية والوطنية التي كان يدعو لها ويعمل من اجلها .
لقد ترك الإمام وراءه منهجا للوحدة الإسلامية -الإسلامية، وللوحدة الوطنية الإسلامية- المسيحية، وتبرز معالم هذا المنهج في الخطب وفي الكلمات التي كان يلقيها سواء داخل غرف اللقاءات المغلقة، أو من على المنابر الشعبية العامة .
كانت لغته واحدة. وكانت ثوابته واحدة، الأمر الذي
وفر له صدقية قل أن توفرت لقائد وطني - ديني مثله .
إننا في كل مرة نواجه تجربة جديدة في العمل الحواري الوطني، نستحضر الامام الصدر فكرا وثقافة ،ونستنير بما أفاء به الله عليه من حكمة وعلم. لقد
غيبوه عنا ولكن نهجه لن يغيب .