أدعية الإمام الحسين ( عليه السلام )
حفلت الأدعية التي أُثِرت عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) بالدروس التربوية الهادفة إلى بناء صُرُوح العقيدة ، والإيمان بالله ، وتنمية الخوف والرهبة من الله في أعماق نفوس الناس ، لِتصدُّهُم عن الاعتداء ، وتمنعهم عن الظلم والطغيان .
وقد كان اهتمام أهل البيت ( عليهم السلام ) بهذه الجهة اهتماماً بالغاً ، ولم يُؤثَر عن أحد من خِيَارِ المسلمين من الأدعية مثل ما أُثِر عنهم ( عليهم السلام ) .
وإِنَّها لَتُعَد من أروع الثروات الفكرية والأدبية في الإسلام ، فقد حَوَت أصول الأخلاق ، وقواعد السلوك والآداب ، كما ألَمَّتَ بفلسفة التوحيد ومعالم السياسة العادلة وغير ذلك .
ونشير هنا إلى قسم من أدعيته ( عليه السلام ) :
أولها : دعاؤه ( عليه السلام ) من وقاية الأعداء :
كان ( عليه السلام ) يدعو بهذا الدعاء مستجيراً بالله من شرور أعدائه ، وهذا نَصُّه : ( اللَّهُم يَا عدَّتي عِند شِدَّتي ، وَيا غَوثي عِند كُربَتي ، اِحرسْني بِعَينِكِ التي لا تَنَام ، واكنفْني بِرُكنِكَ الذي لا يُرَام ، وارحَمْني بقدرَتِك عَليَّ ، فَلا أَهْلَكُ وأنتَ رَجَائي ، اللَّهُمَّ إِنك أكبرُ وأجلُّ وأقدَرُ مَمَّا أخافُ وأحذَرُ ، اللَّهُمَّ بك أَدرَأُ في نحره ، وأستَعيذُ مِن شَره ، إِنكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٍ ) .
ودعا بهذا الدعاء الشريف الإمام الصادق ( عليه السلام ) حينما أمر الطاغية المنصور بإحضاره مخفوراً لِيَنكل به ، فأنقذَهُ الله من شَرِّه وفرَّجَ عنه ، فَسُئل عن سبب ذلك فقال ( عليه السلام ) إِنه دَعا بدعاء جَدِّه الحُسين ( عليه السلام ) .
ثانيها : دعاؤه للاستسقاء :
كان ( عليه السلام ) يدعو بهذا الدعاء إذا خرج للاستسقاء : ( اللَّهُمَّ اسقِنَا سُقيَا واسعة ، وَادِعة عَامَّة ، نَافِعة غَير ضَارَّة ، تَعمُّ بِها حَاضِرنا وَبَادِينا ، وتزيدُ بِها فِي رِزقِنَا وَشُكرِنا ، اللَّهُمَّ اجعَلهُ رِزقَ إِيمَان ، وَعَطَاءَ إِيمَان ، إِنَّ عطاءك لَم يَكُن مَحظوراً ، اللَّهُمَّ أَنزِلْ عَلينا فِي أرضِنَا سَكَنَهَا ، وَأنبِتْ فِيها زَيتَهَا وَمَرْعَاهَا ) .
ثالثها : دعاؤه ( عليه السلام ) يوم عرفة :
وهو مِن أجَلِّ أدعية أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وأكثرها استيعاباً لألطاف الله ونِعَمه على عباده .
وقد روى هذا الدعاء الشريف بشر وبشير الأسديَّان حيث قالا : كنا مع الحسين بن علي ( عليهما السلام ) عشية عرفة ، فخرج ( عليه السلام ) من فسطاطه مُتذلِّلاً خاشعاً ، فجعل يمشي هَوناً هَوناً ، حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل ، مستقبل البيت ، ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين ، وقال ( عليه السلام ) : ( الحَمدُ لله الذي ليس لِقضَائه دافع ، ولا لِعَطائِه مَانِع ، وَلا كَصُنعِه صَانِع ، وَهو الجَوادُ الوَاسِع ) .
وأخذ ( عليه السلام ) يدعو الله وقد جَرَت دموع عينيه على سَحنات وَجهِه الشريف وهو يقول : ( اللَّهُمَّ اجعَلني أخشَاكَ كأنِّي أرَاك ، وأسعِدْني بِتَقواك ، وَلا تُشْقِنِي بِمعصيتك ، وخر لي في قضائك ) .
ثم رفع ( عليه السلام ) بصره إلى السماء وقال برفيع صوته : ( يَا أسمَع السَّامِعين ، يا أبصَر النَّاظِرين ، ويَا أسرَع الحَاسِبين ، ويَا أرحَم الرَّاحِمين ، صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وآلِ محمد ، السَّادة المَيامِين ، وأسألُكَ اللَّهُمَّ حَاجَتي التي إِن أعْطَيتَنِيهَا لَم يَضرُّني مَا مَنَعتَني ، وَإِن مَنَعتَنِيهَا لَم يَنفَعني مَا أعْطَيْتَني ، أسألُكَ فَكَاكَ رَقَبَتي مِن النَّار ، لا إِلَه إلا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، لَكَ المُلكُ وَلَكَ الحَمدُ ، وَأنتَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَدير ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ ) .
وأثَّرَ هذا الدعاء تأثيراً عظيماً في نُفوس من كان مع الإمام ( عليه السلام ) ، فاتَّجَهوا بقلوبهم وعواطفهم نَحوهُ يستمعون دعاءه ( عليه السلام ) وقد عَلَت أصواتَهم بالبكاء معه ، وذهلوا عن الدعاء لأنفسهم في ذلك المكان الذي يُستَحَبُّ فِيه الدُعَاء .
ويقول الرواة : إِنَّ الإمام ( عليه السلام ) استمَرَّ يَدعو حَتى غَربت الشمسُ ، فَأفاضَ ( عليه السلام ) إلى ( المُزْدَلِفَة ) ، وَفاضَ الناسُ مَعه .
حفلت الأدعية التي أُثِرت عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) بالدروس التربوية الهادفة إلى بناء صُرُوح العقيدة ، والإيمان بالله ، وتنمية الخوف والرهبة من الله في أعماق نفوس الناس ، لِتصدُّهُم عن الاعتداء ، وتمنعهم عن الظلم والطغيان .
وقد كان اهتمام أهل البيت ( عليهم السلام ) بهذه الجهة اهتماماً بالغاً ، ولم يُؤثَر عن أحد من خِيَارِ المسلمين من الأدعية مثل ما أُثِر عنهم ( عليهم السلام ) .
وإِنَّها لَتُعَد من أروع الثروات الفكرية والأدبية في الإسلام ، فقد حَوَت أصول الأخلاق ، وقواعد السلوك والآداب ، كما ألَمَّتَ بفلسفة التوحيد ومعالم السياسة العادلة وغير ذلك .
ونشير هنا إلى قسم من أدعيته ( عليه السلام ) :
أولها : دعاؤه ( عليه السلام ) من وقاية الأعداء :
كان ( عليه السلام ) يدعو بهذا الدعاء مستجيراً بالله من شرور أعدائه ، وهذا نَصُّه : ( اللَّهُم يَا عدَّتي عِند شِدَّتي ، وَيا غَوثي عِند كُربَتي ، اِحرسْني بِعَينِكِ التي لا تَنَام ، واكنفْني بِرُكنِكَ الذي لا يُرَام ، وارحَمْني بقدرَتِك عَليَّ ، فَلا أَهْلَكُ وأنتَ رَجَائي ، اللَّهُمَّ إِنك أكبرُ وأجلُّ وأقدَرُ مَمَّا أخافُ وأحذَرُ ، اللَّهُمَّ بك أَدرَأُ في نحره ، وأستَعيذُ مِن شَره ، إِنكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٍ ) .
ودعا بهذا الدعاء الشريف الإمام الصادق ( عليه السلام ) حينما أمر الطاغية المنصور بإحضاره مخفوراً لِيَنكل به ، فأنقذَهُ الله من شَرِّه وفرَّجَ عنه ، فَسُئل عن سبب ذلك فقال ( عليه السلام ) إِنه دَعا بدعاء جَدِّه الحُسين ( عليه السلام ) .
ثانيها : دعاؤه للاستسقاء :
كان ( عليه السلام ) يدعو بهذا الدعاء إذا خرج للاستسقاء : ( اللَّهُمَّ اسقِنَا سُقيَا واسعة ، وَادِعة عَامَّة ، نَافِعة غَير ضَارَّة ، تَعمُّ بِها حَاضِرنا وَبَادِينا ، وتزيدُ بِها فِي رِزقِنَا وَشُكرِنا ، اللَّهُمَّ اجعَلهُ رِزقَ إِيمَان ، وَعَطَاءَ إِيمَان ، إِنَّ عطاءك لَم يَكُن مَحظوراً ، اللَّهُمَّ أَنزِلْ عَلينا فِي أرضِنَا سَكَنَهَا ، وَأنبِتْ فِيها زَيتَهَا وَمَرْعَاهَا ) .
ثالثها : دعاؤه ( عليه السلام ) يوم عرفة :
وهو مِن أجَلِّ أدعية أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وأكثرها استيعاباً لألطاف الله ونِعَمه على عباده .
وقد روى هذا الدعاء الشريف بشر وبشير الأسديَّان حيث قالا : كنا مع الحسين بن علي ( عليهما السلام ) عشية عرفة ، فخرج ( عليه السلام ) من فسطاطه مُتذلِّلاً خاشعاً ، فجعل يمشي هَوناً هَوناً ، حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل ، مستقبل البيت ، ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين ، وقال ( عليه السلام ) : ( الحَمدُ لله الذي ليس لِقضَائه دافع ، ولا لِعَطائِه مَانِع ، وَلا كَصُنعِه صَانِع ، وَهو الجَوادُ الوَاسِع ) .
وأخذ ( عليه السلام ) يدعو الله وقد جَرَت دموع عينيه على سَحنات وَجهِه الشريف وهو يقول : ( اللَّهُمَّ اجعَلني أخشَاكَ كأنِّي أرَاك ، وأسعِدْني بِتَقواك ، وَلا تُشْقِنِي بِمعصيتك ، وخر لي في قضائك ) .
ثم رفع ( عليه السلام ) بصره إلى السماء وقال برفيع صوته : ( يَا أسمَع السَّامِعين ، يا أبصَر النَّاظِرين ، ويَا أسرَع الحَاسِبين ، ويَا أرحَم الرَّاحِمين ، صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وآلِ محمد ، السَّادة المَيامِين ، وأسألُكَ اللَّهُمَّ حَاجَتي التي إِن أعْطَيتَنِيهَا لَم يَضرُّني مَا مَنَعتَني ، وَإِن مَنَعتَنِيهَا لَم يَنفَعني مَا أعْطَيْتَني ، أسألُكَ فَكَاكَ رَقَبَتي مِن النَّار ، لا إِلَه إلا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، لَكَ المُلكُ وَلَكَ الحَمدُ ، وَأنتَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَدير ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ ) .
وأثَّرَ هذا الدعاء تأثيراً عظيماً في نُفوس من كان مع الإمام ( عليه السلام ) ، فاتَّجَهوا بقلوبهم وعواطفهم نَحوهُ يستمعون دعاءه ( عليه السلام ) وقد عَلَت أصواتَهم بالبكاء معه ، وذهلوا عن الدعاء لأنفسهم في ذلك المكان الذي يُستَحَبُّ فِيه الدُعَاء .
ويقول الرواة : إِنَّ الإمام ( عليه السلام ) استمَرَّ يَدعو حَتى غَربت الشمسُ ، فَأفاضَ ( عليه السلام ) إلى ( المُزْدَلِفَة ) ، وَفاضَ الناسُ مَعه .