الشهيد المجاهد قاسم قصاب
لم يتحمل ظلم الحقد ، ووجع الأرض ، وهو يلطخ وجه البحر وموجه، آلمه حزن الناس استرسل في أحلامه وتأملاته حمل كتاب المقاومة فتراءت له صور الشهداء.. قاسم قصاب يحلو الكلام والمقام ويتفتح الزهر ويبتسم الثغر .. شعر بأن معراجا" يسري به مع قافلة الاستشهاديين . كانت الحقيقة تسابق رؤياه .. جمع كل حبه للزهر لعبق أشبال وزهرات كشافة الرسالة الاسلامية حمل كل أسرارنا ، وحدد وجهة قبلتنا ... كنا معه في كلامه الذي لم يعد يحتمل كيد المعتدي الذي يغطرس بمياهنا وأرضنا وأطفالنا .. فكان القتال يدوي في معارك مغدوشة دفاعا" عن وحدة الوطن وكرامة الانسان .. لبى نداء الله أكبر .. صمت القلب الذي لم يخفق الا بحب الرسالة الاسلامية ، وحب الأرض وعشق الشهادة . سقط الفارس ورسم بدمائه كرامة لبنان ، معلنا" الهزيمة ، هو باق" لأنه مع اليد الأولى التي ستنزع الأسلاك الشائكة التي تسجن أهلنا ..
هكذا أراد قاسم قصاب أن يظل قريبا"من الجبل ... من البحر ... من الجرح ... وأقرب من البلسم لبى نداء العمامة السوداء ( حي على الجهاد .. حي على خير العمل .. ) فتدفق موج الكرامة ورسم بشجاعته وبدمائه الوردي كيف يكون الانتصار الى أين يا قاسم يا حارس الجبال ؟... الى أين يا كل هذا ؟ هذه مشيئة الله يا عريس الشهداء .. تلك هي المسيرة الواضحة التي تبدأ بالتضحيات وتنتهي بالشهادة .. ذلك هو ثمن الاخلاص للخط والمبدأ والرسالة سنستذكرك يوما" بعد يوم .. كما ستستذكرك صور ومغدوشة بلون دمائك .. لون الحياة والكرامة .. فنم هنيئا" مطمئنا" لأن الراية ما زالت خفاقة وأن النصر آت" من عند الله .. بدماء شهداؤنا .. بدماء ربيع الشهداء المتجدد في أمل فتحية اليك .. والى كل الشهداء ( وما بدلوا تبديلا ) ..